لمن يمر هنا

عند دخولك مخطوطتي، فاعلم أن تاريخ التدوينات لا يعني شيئا أبدا هنا.. هن بنات أفكاري لا يشبن أبدا.. فلك الحق بالتسكع كيفما تشاء..

الخميس، 3 ديسمبر 2009

على ماذا أعيش؟!




..

على ماذا أعيش؟!

..

إني أعيش على بقايا عشق

و أمل

و كلمة حب علقتني بها

صبية من خلف جدار!

أعلل نفسي بها

بل و أقتات منها

و أضعها مثل مكعب سكر

في شاي الزمن المر!

ألين بها رغيفا تيبس من وجع الإنتظار

بل و أراها كمسبحة في يد صوفيٍّ

ليس يعلم ما هي

سوى أنها

تقتل الوقت

و تلهيه عن التفكير، عما سيحدث!

..

على ماذا أعيش؟!

إني أعيش على

حرف اسمها الدافىء

فهو مجرد تهويدة

و أغنية سحرية

قبل المنام ترتلها شفتاي

علها أن تتطمئن

فكأنها قبعة

على رأس يهودي

يقابل حائط المبكى

بتراتيل لا يفهم مغزاها

سوى أنه يدعي

أنها تشعره بالأمان!

..

على ماذا أعيش؟!

على روحها التي أكاد أبصرها

في جمال الأشياء

و في تعقيد إناث الأرض وجمالهم

روحها التي لم أراها حقيقة

سوى أنني أقتبست أثرا من آثارها

فوجدته مورقٌ خضِرٌ

من دون كل بقاع الأرض

فأيقنت أنها لي كعسكري منتظر

لشيعيٍّ يقول بأنه سوف يخرج

و يدندن في كل يوم "عج عج"

و أنا أقول

عجل الله بفرجها!

..

على ماذا أعيش؟!

إني أعيش على صوتها العذب

المخملي الذي أسمعه مرة في السنة

أو أتخيل أني أسمعه!

فأحسب أنني فلاح يجمع حصاده

بعد سنة مضنية..

غير أني لم أزرع شيئاً!

..

على ماذا أعيش؟!

إني أعيش على رمز

و صورة في مخيلتي لها

لعينيها

لنحرها الحريري

الذي طالما حلمت أن ألمسه

أن أقبله

أن أتحسس نعومته!

إني أعيش على صورة رمزية

لإذنها لرقبتها لخصرها لساقها

لكل شيء فيها

فهي لي

كصليب يعلقه قسيس

ليس يفقهه كنهه

و لكنه يحبه!

..

على ماذا أعيش؟!

إني أعيش على دخان

أخيله كما أريد

فتارةً أراها

تقف على استحياء أمامي

بعد أن تعرت!

و تارة أراها تناديني

كأنثى جائعة

تريد المزيد

و تارة كحمل وديع

بعين ناعسة

تحاول الوصول إلي لتنام!

فأحس أنني ساحر

أو مشعوذٌ

يقدس الدخان الماثل أمامه

ليس لشيء و لكن لغموضه

و لأنه يستر حقيقته!

غير أني لا أقدس الدخان!

..

على ماذا أعيش؟!

على غروب و شروق

على ماء أشربه

كل يوم لأجمع الدموعْ

على أمل الرجوعْ

على قصةٍ منسيةٍ من مفازة الخضوعْ

أم على نهد نسيت كنههْ

نسيت تفاصيلهْ

و على استغاثات أنثى

تنادي بإسمي

و تطلب الرجوع

على ماذا أعيش؟!

على رواية ألفتها

و مازلت أكتب أحداثها

لهذا اليوم

دون أن أبصر النهاية السعيدة

بل دون أن أبصر نهايةً أصلا!

على ماذا أعيش؟!

على حضن لست أشعر بدفئه

على الأقل حتى هذه اللحظة!

و كم أيقن أنه الأكثر دفئا!

فقولي لي.. على ماذا أعيش!

على يقطينة

يأكلها يونس عليه السلام

بعد أن قذفه الحوت؟!

في مفازة الضياع و الخفوت؟

فإنني بما أعيش عليه

بدأت أيقن إنني عليه أموت!

..

حسان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حروفك هنا ، هي مجرد فصل آخر من فصول هذه المخطوطة ، لا يستغنى عنه ..