لمن يمر هنا

عند دخولك مخطوطتي، فاعلم أن تاريخ التدوينات لا يعني شيئا أبدا هنا.. هن بنات أفكاري لا يشبن أبدا.. فلك الحق بالتسكع كيفما تشاء..

الاثنين، 12 أبريل 2010

ليلة البارحة..



المشهد الأول
ورقة يتيمة و قلم دامع إجتمعا على طاولة الشاعر الرديئة الصنع، أصوات نزلاء الفندق الخافتة اجتمعت تلك الليلة ليملأ صخبها أذني، ففي البهو هاهو نزيلٌ يهم بالمغادرة ، و من فوق غرفتي صوت التلفاز و كأن صاحبه يأبى إلا أن أشاركه اهتمامه بأخبار التاسعة مساءاً! أضواء ليلية تتسلل بلطف من النافذة الوحيدة خلفي و كأنها تحاول كشف الفوضى التي خلفتها ملابسي على أرضية الغرفة ، بعد ان امتلأت تلك الأخيرة بكراسات الرسم و رائحة قلم الرصاص العتيقة.
صمت مزعج و رهبة عجيبة.
..
المشهد الثاني
الورقة و القلم من جديد تمسك بهما كفا الشاعر ، تكتب السطر الأول ، الشطر الثاني.. أضواء قصيدة تلوح في الأفق ، نعم هاهي إنني أراها و أكاد أسمع لحنها، يقطع هذا اللحن صوت تمزيق الورقة! لم يعجبني ما كتبت!
..
المشهد الثالث
ورقة جديدة و نفس القلم الدامع قربي . تنهيدة عميقة و بسملة، أبدأ بالكتابة تنزلق كفي ناثرة الحبر على الصفحة! أحاول إكمال القصيدة ، و تكتمل اللوحة لخربشات و تصاوير و رسمات بلا معنى. خسرت الورقة الثانية!
..
المشهد الرابع
يَنْظم للطاولة كتاب "شهر يار هذا الزمان" لنزار قباني ، أحوال القراءة أحاول أن ألهم نفسي من شعر القرصان ، أمر على "قارئة الفنجان" و أسائلها، فتدلني على "يوميات رجل مهزوم"!!.. أقرأ العنوان و أغلق الكتاب..
..
المشهد الخامس
ورقة ثالثة و قلم رصاص و ممحاة!
يبدأ الشاعر بالكتابة، ينكسر القلم تاركا جرحا عميقا في الورقة، لتتمزق هي أيضا!!
..
المشهد السادس
ترتفع أصوات النزلاء و كأنها أهازيج رومانية تزف هزيمتي أمام قلمي و بقايا ورقاتي.. ترتفع في عقلي غمامة خبر حدثني فيه صديق لي البارحة ، عن كيف أنه وجد مبتغاه و وجد من يحب و لو أن الطريقة لم تكن سليمة على الأطلاق!! تصارعت أفكاري تنافر شعري و تنكست مبادئى للحظة!!
..
المشهد السابع
عدت لرشدي من جديد بعد رشفة من عصير برتقال من ثلاجة الغرفة، و ها أنا أغير جلستي للمرة السابعة على التوالي.. أسائل نفسي: هل لي بحبيبة هنا هل لي بشريكة عمر أشاركها حقا أحداث حياتي؟!
كل ما يهمني أن أجدها بالطريقة السليمة ، و كما يقال "اللي يبي الخير يجيه".. و أنا في إنتظاري!
..
المشهد الثامن
أبعدت القلم و الورقة أطفأت أضواء غرفتي ، و دعوت الله أن يصمت الفندق بمن فيه!
للأسف خانني شعري و خانني قلمي و أوراقي، و ما زال عقلي يدور في منازل العشاق، يتسول يطلب قلبا أو مصدر إلهام..
شعري كتبته بدون عنوان بدون وجهة ، و لكنني مللت ، فكم أريد أن أضع إسما واحد في جميع أشعاري إسما يعرف الناس كلهم أنها حبيبتي هي من تزينه، كم أريد أن أطبق ما كتبت و أكتب ما سوف أطبق على روح حبيبتي و جسدها.
..
المشهد التاسع و الأخير
عيناي مغلقة، و أفكاري تستمر في محاولة إيقاضها، و هدوء الفندق المفاجئ و كأنه يدفعني للنوم.
و أمل جديد ليوم قد يكون الموعود و قد لا يكون..
...
...
إليك إنتي حبيبتي
إليك أنت يا من لا أعرفكي
إليك أنت سألتك أن تكوني
سألتك أن تكوني
..
..
صاحب القصة
و بطلها ليلة البارحة
حسان
...
......
........
أواجه صعوبة في الكتابة ربمات هي حالة الصمت التي تؤرق الكتاب دائما!
أو أنه شوق زائد و ملل و حاجة لعشيقة!

هناك 12 تعليقًا:

  1. و تجهدُ نبضك و العشق مرّ
    و من نعم الله النجاة من قيود الحب . خذ متعتك و ماكُتب كان أعظم =)

    ردحذف
  2. يال تلك البارحه التي تمر لتترك الماً في القلب
    لتأتي ليله جديده مليئه بالحيره وتمحو الم اليله التي سبقتها
    احسست بمعاناتك الوحده ومناجاة الذات بعيدا عن كل ماتحب ومن تحب ومن تود ان تحب
    "أضواء ليلية تتسلل بلطف من النافذة الوحيدة خلفي و كأنها تحاول كشف الفوضى التي خلفتها ملابسي على أرضية الغرفة ، بعد ان امتلأت تلك الأخيرة بكراسات الرسم و رائحة قلم الرصاص العتيقة.
    صمت مزعج و رهبة عجيبة"
    رغم صخب هذا الوضع الا انا له جماله احيان لتجد نفسك بين هذه الاشياء وتطرح على نفسك سؤال اين انا منها واين هي مني !!
    كل ما يهمني أن أجدها بالطريقة السليمة
    صدقا دفعني فضولي وحشريتي ان اعرف تلك الطريقه التي يؤمن بها الشاعر الذي نعلق عليه امالنا انه يوماً سيحب وسيزداد أبداعاً
    حسان انت تزداد حيرة وتزيدنا حيرة معك
    أسأل الله ان تكون كما تريدها ان تكون
    ربما ستكون هناك روايه تستحق القراءه
    أسجل اعجابي للمره المليون
    عهد~

    ردحذف
  3. جرحني و راح..
    ..
    أنا لست مقيدا بقيود الحب..
    بل أبحث عن قيد لا أنوي التخلص منه إطلاقا!!
    :)
    ...
    ...

    ردحذف
  4. أختي عهد..
    الطريقة السليمة هي الطريقة التي لا يضطر فيها العشاق للإختباء من الناس و من المجتمع !
    الطريقة الصحيحة في نظري هي أن أجد من أريد فأكلم أمي أو أختي عنها ليأتوني بخبرها.. أو أن يجدوا هم من تناسبني و يوقنون أنني سأحبها أو كل طريقة أخرى لا يعتبر فيها الحب خطيئة..
    فأنا أعارض و بشدة الحب الغير الناضج اللذي تتناقله سماعات الهواتف أو شاشات "البلاك بيري"و يغشاه الكذب سواءآ من الشاب أو الشابة و لو كثر من الشباب فترى تلك المسكينة تصدق ما يقول ذلك الرجل خلف سماعة الهاتف و أنه سيفعل وسيفعل و لم تدري أن غيرها الكثير ممن يتلقون كذبه و أذاه.. و لله الحمد لم أفعل شيئا مثل ذلك في حياتيو لن أفعل إن شاء الله ،، و المسألة مو مسألة إلتزام بل هي مسألة نضج و مبادئ :)..
    ..
    و أدعوا الله أن ييسر لي النقية الصادقة الحنونة الدافئة العميقة المتفهمة العاشقة المجنونة الحرة المرحة الهادئة و المزعجة في نفس الوقت :)
    ..
    شاكر إعجابك للمرة نفسها !

    ردحذف
  5. و المسألة مو مسألة إلتزام بل هي مسألة نضج و مبادئ :)..

    المسأله مسأله قليل من التفكير
    بيني وبينك هي مو مسكينه هي بعيد عنك غبيه والحب لايحمي المغفلين
    أعيانا الغباء لو تجرب تمثل الحب على بنت بتنصدم بكمية الغباء
    لو فكرت حين أحبت لما ندمت
    مافي شئ اقدر اقوله الا "انت مثال وقدوه"
    ولاتقلق "الطيبون للطيبات"
    دمت مبدع

    ردحذف
  6. سيّدي الحسّان ’
    من أفدحِ الأخطاءْ التي يرتكبها الكاتبُ يوماً ,
    أن يجبر قلمه على الكِتابة ..

    صدّقني سيبتر جمال الفكر , والحرف ..

    لذلِك تريّث فقلمك الآن في حالة صمت وربّما تفكير عميق ..


    مشاهدٌ متقطّعة , لشاعٍر تائِهٍ في البحث عن فكرة
    عن ثرثرة , وعن إمرأة ...


    هكذا وجدتُك ’
    لأنتَ ولروحك ماتشتهي ..

    ردحذف
  7. .
    .
    حسّان أعيش طقوسًا مشابهة...

    ما بالها أقلامنا تبدو عصيّة !




    ربما هي استراحةُ مُحارب
    شكرًا حسان

    ردحذف
  8. إن كانت هناك صعوبة و صمت بعد هذا النص
    فتباً للكتابة بعدها ..!
    مذهل وربي أنت مذهل
    حفظك البارئ

    ردحذف
  9. ومن بذخ المعاني
    ومخملية الكلمات كنت أنهل حد الارتواء
    لروحك جنائن من الجوري

    ..

    دمت بخير

    ردحذف
  10. رائع ...

    نص جميل ...
    احترامي لقلمك ...(:

    ردحذف
  11. ahad
    ..
    شاكر ثقتك هنا :)..
    و الله يرزقني الطيبة و يجعلني الطيب لها..
    دمت
    ..
    ..
    ..
    الأخت هدولا
    بالفعل عندما تجبر قلمك على الكتابة ينصهر القلم و يذهب الإبداع و يتنكر الحرف !
    شاكر و جودك هنا أختي
    .
    ..
    ..
    ..
    الأخت روان
    الله يكون بالعون بس..
    و لكن كيف إذا كان المحارب لا يريد الراحة أصلا؟!
    ...
    ..

    ردحذف
  12. المحبرة..
    الصعوية هي التي ولدت أو أجهظت هذا النص :(
    سعيد أنها أعجبتك..
    ..
    ..
    ..
    أنثى من حرير
    أسعدني وجودك هنا أختي
    ..
    ..
    ..
    ..
    ذات
    شاكر لإعجابك
    و احترامي لوجودك هنا :)

    ردحذف

حروفك هنا ، هي مجرد فصل آخر من فصول هذه المخطوطة ، لا يستغنى عنه ..