لمن يمر هنا

عند دخولك مخطوطتي، فاعلم أن تاريخ التدوينات لا يعني شيئا أبدا هنا.. هن بنات أفكاري لا يشبن أبدا.. فلك الحق بالتسكع كيفما تشاء..

الخميس، 15 سبتمبر 2011

من أينَ أتيتْ؟

السلامُ عليكمْ و رحمةُ الله و بركاتهْ

أسعدَ الله مساءكمْ

......

قصيدة مساءلة و حوار، بين معشوقةٍ و عاشقها

...


من أينَ أتيتْ؟

..

سألت: من أين أتيتْ؟

من أي بلادٍِ جئتَ على قلبي..

و سكنتَ بهِ، و عمرتَ الروح بحبكَ قصراً..

شيدتَ قلاعاً من شوقٍ و بنيتْ؟

من أينَ سمعتَ صياحاتي و صدى صوتي

و سمعتَ شهيقيَ يومَ بكيتْ؟

مِن أبعدِ بيتْ؟

من أينَ أتيتَ فلا سببٌ ألقاهُ ليشرحَ لقيانا!

ما كنا قبلُ هنا أبداً قبلَ هدانا!

هلْ كنتَ تجوبُ الأرض تفتش عني؟

هل كنت تراقب وجهَ الشمسِ

تظنُّ بأن الضوءَ سيعكس عيني؟

هل كنتَ تناجي الغيمة و الأمطارَ

و تأمرُ في الجو الأطيارَ

لتبحث عني؟

أتسللتَ بخلسةِ حبِّكَ أحلامي؟

و نبشتَ كنوزَ منايَ، رأيتَ بشِعْركَ آلامي؟

أركبتَ بحاري أخبرني..

و حملتَ مرافئكَ الحيرى

و رسيتَ على جزرِ حطامي؟

قد كنت بدونكَ قاحلة لا لون لديْ

بستاني جفت أفرعهُ

و ورودي قد ذبلتْ بيدي

أوراقي أضناها قحطٌ

و ثماري هطلتْ كدموعٍ

ترهقُ خدّيْ

وأتيتَ سحاباً وردياً

و ضممتَ البستانَ إليكَْ!

أحييتَ غصوناً متعبةً

و سقيت وروداً ذابلةً

و زرعت بقلبي أغنيةً

بالقُبلِ ترددها شفتَيك

من أينَ أتيتَ أأدعيتي قادتك إلي؟

أم بعدَ صلاةِ استسقاءٍ أمطرتَ علي؟

من أينَ أتيتَ أيا رجلي؟ بالله عليك

.....

سيدتي جزري بستاني

لعيونك أرسلتُ بناني

لجمالك أصغيتُ فؤادي

و لحبكِ أطلقتٌ لساني

..

سيدتي أني مَن تهتُ

و ركبتُ بحاراً و غرقتُ

شيدتُّ قلاعاً من موجٍ

و صروحاً يملأها الموتُ

في التيهِ رسمتُ الأحلامَ

و قضيتُ بخوفي الأيامَ

و بكيتُ على سفحِ الدنيا

شعراً و كسرتُ الأقلامَ

سيدتي إني من جفتْ

أوراقي و استعصى الحبرُ

كلماتي كزهوري ماتتْ

و سمائي غادرها المطرُ

ما كانت أنثى تسكنها

فارغةٌ يغشاها الضجرُ

صامتة لا تنطقُ شيئاً

مصمتة يشبهها الحجرُ

سيدتي من قبل لقانا

و أنا في بؤسي أنتظرُ

أنتعلُ الآلامَ حذاءاً

و كسائي يكسوه الخطرُ

قد كنتُ اللاجئ سيدتي

و فؤآدك ملجئيَ العطِرُ

..

من أين أتيتُ سأخبركِ

من حلُمٍ كنتِ حلمتيهِ

من أمنيةٍ مرة يوماً

في قلبٍ أنتِِ ملكتيه

أنتِ من أمطرَ بستاني

أنتِ بالحبِّ زرعتيهِ

ما كنتُ سوى طفلٍ يحبو

في الأرضِ فجِئتِ حملتيهِ

..

حسان


هناك 10 تعليقات:

  1. رائعة ، اقرؤها واضيع في ادق تفاصيلها لساعات. وبعد كل سطر اتنهد ...

    ردحذف
  2. أصبحتُ أمقت نهاية قصائدك ! لاتلمني فلا أريد منها أن تنتهي .. ادام الله عليك احساسك وقلمك وسعادك وادامنا متابعين لك :)

    ردحذف
  3. تلك التساؤلات التائهة في ردهة الحرف صادقة المشاعر تكتنف إحساساً عذب
    بينما ستنتهي بحلم جميل تحت ظل ذلك الأمل الذي يختبى خلف حروفك ..
    اصدق الأمنيات واعذبها أرجوها لك

    ردحذف
  4. عبق..
    شكراِ لك، و أدامَ الله لكِ فرحتك و أحبابك.. :)

    ردحذف
  5. أستاذة هيفاء..
    و ما يختفي خلف حروفيَ أجملُ بكثييير :)
    ..
    ممتنٌّ لوجودك جداً
    حفظ الله أمنياتك و أسعدك و أقرَّ عينك :)
    ..

    ردحذف
  6. وحيدة كالقمر1 أكتوبر 2011 في 12:24 ص

    عند قراءتي لما كتبت ،، غصت في بحر من المعاني الجميلة ..

    أسعدك المولى دائماً ..

    ردحذف
  7. أحسنت، ومازلت تمتلك أدة العشق وتحتفظ بها لتلك الأنثى.
    بارع حسان

    ردحذف

حروفك هنا ، هي مجرد فصل آخر من فصول هذه المخطوطة ، لا يستغنى عنه ..