الصبا
..
صبايْ
ويسألني الزمان عنِ الصبا
عن ماتبقى من صبايْ
قلت الصبا يا سائلي
متمركز في عينها
مازلت أذكر عينها
ولست أذكرمن صباي سوى عيونٍ أوبقايا بسمةٍ أو غمزةٍ من جفنها
قال الزمانْ تلك الحبيبة نفسها؟!
مازلت تشرب من موائد سُكْرها؟!
مازلت تذكرها؟!
قلت العشيقة ذاتها مازلت أطرق بيتها
وابيت خلف جدارها
مازلت أحلم أنني سأكون يوماً نائماً في حضنها
وأحبها
إني أراها رغم أني لم أراها من سنينْ
وكأنها طير يطوف البيت والحجاج والمتطوعينْ
إني أراها الطهر إذيكسو دموع القانتينْ
في النور إذ يمحو الظلامْ
في الحق إذيعلو على حكم اللئامْ
في بسمة الثوارْ
في فرحة الأم إذْ عاد ابنها بعد الحصارْ
قلي بربك أيها الزمن المعنى
هل سأنساها؟!
في كل شيء في الدنا ذكراها
فهي النهاية للبدايات القديمة
إني بدأت حكايتي ونهايتي في ملتقاها
وهي الغروب إذا بدى حتى إذا طال البعادْ
فانظر على خط الشروق لكي تراها
..
محبوبتي ياسائلي هي قصة رمزيةٌ
لا تحسن الظن بي إن قلت أني قدكتبت حكاية عن جنةٍ
وذكرت فيها رمانتين تعلقت في رأسها زيتونتانْ
ورسمت ازهارا وقلت بأنني قبلتها
أيقبل الأزهار عاقل؟!
تلك الأزاهرُ سيدي شفتانْ
لاتحسن الظن بي أبداً
لاتحسن الظن بالأوراق بالأطيار بالكتانْ
بقوامها الملقى كغصن البانْ
..
ياسيدي محبوبتي
مثل البحار إذا استفزتها الرياحْ
و هي النعومة في الأفاعي والسلاحْ
جرحت فؤادي دون قصدْ
كل الأذى من عندها من غير قصدْ
نظرت إلي جرحت ماقصدت
ولكني انجرحت!
نادت بإسمي مرة سهواً و لم تقصد بذاك الحين قتلي
ولكني قتلتْ!
فتأوهت من فرط مأساتي على الجثمان ترثيني ما ارادت عندها حرقي
ولكني انحرقت!
..
محبوبتي تتلقف القمر المضيئ إذا تناثر بعد نصف الشهر تجمعه ليعود بدرا من جديدْ
تتساقط الأيام في أحضانها
فتحكيها ثوبا وعقدا يمثل يوم عيدْ
..
محبوبتي وهبت فؤادي قلبها بجماله
وتشبثت بخشونتي
محبوبتي ضمت عيوني في مساء حنانها ونست هناك خطيئتي
محبوبتي يرث الربيع جمالها
ودلالها واللون فوق شفاهها
وتغرد الأطيار والأمطار لحنا من صدى أوتارها
مذ غادرتني يومها
القيت في بحر الضياعْ
وقتلت في أرض الجياع
ونسيت معنى الحب معنى العشق معنى الإلتياع
..
يا أيها الزمن المعنى يا من أضاع الوصل منا
فيك الحكايات اختفت وتكاسلت في الذَّودِ عنا
فيك المشاعر لِحِّدتْ فيك المقابر أزلفت
أنت الفراق مقدسٌ أنت البعاد مدنسٌ
أنت البقايا نحن غبنا
أنت الأماني نحن متنا
أنت الصدى نحن صوتُ او نداء
مات جُنَّا
نحن سِفْرٌ .. أنت شيخ قد تلانا واطمأنا
..
حسان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
حروفك هنا ، هي مجرد فصل آخر من فصول هذه المخطوطة ، لا يستغنى عنه ..