لمن يمر هنا

عند دخولك مخطوطتي، فاعلم أن تاريخ التدوينات لا يعني شيئا أبدا هنا.. هن بنات أفكاري لا يشبن أبدا.. فلك الحق بالتسكع كيفما تشاء..

السبت، 12 يونيو 2010

الليلة الأولى معها!

الليلة الأولى معها

..

أضواءٌ ليلِيَّة تشاغب ستائر الشرفة الصغيرة، محاوِلةً التسلل لذلك السريرِ القريبْ، موسيقى هادئةْ لا أكاد أسمعها و كأنها وُضِعتْ فقطْ لتجاري الصمت في هدوئهْ، رائحة عجيبةْ، أكاد أشمها للمرة الأولى ، فهي لا تشبهُ عطراً شممتهُ من قبل و لا تشبهُ شيئا أبداً..

أحاولُ الأقترابَ منها ، يجرني الهواءُ المنعشُ إليها إلى ذلك السريرِ الذي عانق الجدارَ و كأنه يلجأ له! نورٌ خافتْ يدلني نحو هذا الأخير، و ابتسامةٌ خجولة فوق الفراش تحدد الوجهة ..

ليلتي الأولى معها أكاد لا أصدق نفسي، توقفت قليلاً قرصتُ خدي علني أصحو من هذا الحلم قبل أسقط في شباكه أكثر وأكثرْ.. "لم أستيقظ" قلت في نفسي و أنا أكمل المسير نحو تلك الرائحة، نحو ذلك العطر الأنثوي العميق، نحو تلك المستلقية باستحياءٍ أمامي، أمسكت يدها و طلبت منها رقصتنا الأولى..

يدها بيدي، عيناها تغازل عيْنَيْ، شعرها يحاول بإصرار تشتيت إنتباهي و جذب كفي لجماله، فترة صمت، تتمايل فيها القلوب قبل الأجساد، قبلةٌ تلوح في الجوار، جاذبية غريبة تخلط أنفاسي بأنفاسها و أنا أحاول أن أتنفس من فمها لأستنشق ذاك الهواء الذي خرج من جوفها الذي كان قبل قليل بقرب قلبها، و دقات هذا الأخير بدأت تضاهي أنغام الموسيقى و هدوء تلك الليلة العجيبة..

كفي تحاول أن تكتشف جسد تلك الأميرة، تلك السيدة، تلك الناعمة جداً، التي ينتفش جلدها كلما وضعت يدي على موضعْ، فكأنها قطةٌ عصبية و لكنها هنا تبين حبها و قلبها المرهف العاشق..

القبلة أصبحت وشيكة، أحمر شفاهها بدأ ينال من شفتي، كفي تطوق عنقها المنتفش المتوج بشعرها، جسدها الناعم و كأنه يحاول الذوبان في أنحاء جسدي، لا أكاد أسمع شيئا، سوى أنفاسنا المتلاحقة، التي باتت تشبه سمفونيةً ليس كمثلها..

القبلة تأخذ مجراها أغمضتُ عيني و أغمضتْ عينها، سلمتها شفتي و لكن.. لم يحدث شيء!! فتحت عيني بحثت في الظلام ناديتها! فلم أجد أمامي غير وسادتي و كفي تحاول التشبث باللحاف الذي سقط معظمه على الأرض!! فتحت أنوار الغرفة التي كادت أن تعميني بضوءها وكأنها تهزأ بي و بحلمي، نظرت للمرآة فوجدت آثار قرصة في أحدى خدي!! و أحمر شفاه في مقدمة شفتي و عطر امرأة يلف المكان!!!

حاولت أن أجد تفسيرا لما حدث، لكن هيهات هيهات!

رجعت إلى سريري بعد أن أطفأت النور، نظرت إلى وسادتي أغمضت عيني، و قلت:

"تصبحين على خير"

،،،

،،،

حسان

صعووووبة في النوم تلف شقتي هذه الأيام، أكاد أن أهوي من التعب! و من الوحدة :(

هناك 11 تعليقًا:

  1. مخطوطتك هذه امتزجت فيها الأحلام بالواقع... شيء جميل برعت في الوصف.

    دائما مبدع

    ردحذف
  2. :(

    آثار الوحدة ياحسّان بدأتْ تسبحُ في فضاءاتك ..
    كم أكرهُ الوحدة , ولا أتصوّرني في ذلِك الموقف :S


    الله يرزقك بونيسة :)

    لروحك الودّ

    ردحذف
  3. آآآه !
    انوثتي تمنعني من التعليق بحريه هنا
    سأكتفي بالصمت والاعجاب والخجل !!

    دمتَ مبدعاً ..

    ردحذف
  4. أبو حسام..
    ..
    شكرا لك عزيزي :)
    ..
    ..
    ..
    هدولا..
    هي بدأت منذ 3 سنين!!
    و لكنها تزيد وتنقص من فترة لأخرى!
    دمت بخير
    ..
    ..

    ردحذف
  5. NOUR
    هههههه
    سأكتفي بهم أيضا احتراما لك :)
    دمت بالقرب

    ردحذف
  6. خيال آسر مرني هنا بين عباراتك..
    اجدت الوصف
    جميلُ جداً يامبدع
    سأكون بالقرب من مخطوطتك إن سمحت.

    ردحذف
  7. أنثى السماء
    ..
    شكراً سيدتي ..
    و خذي راحتك :)
    ..
    دمت كما أردت أن تكوني ،، بالقرب :)

    ردحذف
  8. ستجد التفسير يوماً ..!

    خيال ك مروج الربيع
    كن بخير

    ردحذف
  9. صباح الخير حسان
    ماكنت بعلق بصراحه
    كنت أحاول أتظاهر امام نفسي اني مامريت من هنا
    لأن صعب بالنسبه لي امر ومااعلق لكن ماوجدت شئ اضيفه
    بس شفت تعليق صديقتي نور
    واضم صوتي لصوتها
    على فكره لاطالما كانت قصائدك محور نقاش بيني وبين نور

    تقبل تحياتي

    ردحذف
  10. المحبرة
    ..
    الله يسمع منك
    شكرا لوجودك و لدعواتك
    ..

    ردحذف
  11. عهد
    ..
    صباح الصبح!
    ههههه
    و الله شكلي مسوي قلق أنا ووجهي!!
    و أوكيه نفس الكلام برضو..
    و بالنسبة لقصائدي فشكلها مسوية مصاايب!
    عشان كذا كل وحدة تصلح سيارتها و ما صار إلا الخير
    :P
    ..
    سعدت بوجودك هنا

    ردحذف

حروفك هنا ، هي مجرد فصل آخر من فصول هذه المخطوطة ، لا يستغنى عنه ..