السلام عليكم
....
..
جعلت هذه القصيدة كحوار و شخصيات و لكل شخصية لون ..
العاشق الشاعر(إنا) : الأزرق
عشيقتي (الإفتراضية) : الموف
سيدة الأحلام : العنابي
....
تلحفتِ المساء و أيقظت زمن السهرْ
و تأملت نور النجومِ بعينها
و توسدت حضن الشجرْ
فكأنها عقدٌ نستهُ يدُ الجمالِ للحظةٍ
خلعته حين رأتْ سحابَ الحبِّ متجها لها
خافت عليهِ بأن يبلله المطرْ!
فتلألأتْ محبوبتي من تحتِ أضواء القمرْ
و تشعشت أسرارها
و تماسكت أوتارها
ويلي إذا شُدَّ الوترْ!
..
قالتْ "حبيبي"
و أنا أذوبُ لصوتها
قالتْ "حبيبي"
و أنا أموتُ من القهرْ
فوددت لو أن الزمان يكفُّ عن جريانهِ
و يعيد صوتَ الحبِّ
حين تقولُ حبي
"يا حبيبي"
و ودت لو أني حجرْ!
لا أسمع الأصواتَ لا ألقي لها بالاَ
لا أفقهُ الأنثى
و لا معنى الحروفِ و لا الشفائفِ
و المشاعرِ و السمرْ!
لكنني أيقنتُ من أني بشرْ!
فسمعتها قالتْ:
"حبيبي
قلْ لقلبي قصةً
و حكايةً
عن فارسٍ سيجيءُ يوماً غرفتي
و يحبني
و يضمني
و يجيبني إنْ ماسألتُ
يطيعُ قلبي إنْ أمَرْ
و يحيطني عند الخطرْ
يحمي فؤادي من جراح الوقت
من ألمِ المواجعِ و الشرَرْ "
فأجبتها
"عن كانْ يا ما كانْ
في سالف الزمانْ
كان هنالك بحارٌ اسمه حسان"
"حدثني عنه أيا حسانْ"
"كان يخوضُ غمارَ البحرِ يقَلِّبهُ
بحثاً عن سيدة المرجان
كان يناديها في كل صباحٍ و عشيةْ
في جزر البحرِ الشرقية
يا سيدة المرجانِ أتيتُ
أطلبُ كفكِ يا قمرية
أطلبُ قلبكِ بين يديَّا
و يعود الموج بدونِ صدى
و يعودُ البعدُ مع النسيانْ"
"آلمني ذاكَ البحارْ
يبحث عنها ليل نهارْ
يبحرُ منْ تحتِ الأمطارْ
لعيون البنتِ البحريَّة"
"سارَ و سارْ ، سارَ وسارْ
يسألُ عنْ أرضِ الأخطارْ
يسألُ عنْ أنثى غامضةٍ
بمحيطات العالم تغفوا
تظهرُ في قلبِ الإعْصار..
هاج البحر بقاربه
و تلحفه بعض ظلامْ
خشي المبحرُ من عتمته
يهتفُ ستضيعُ الأيامْ
نادى حاكمةَِ الأحلامْ
سيدةَ الحلمْ
أنا رجلٌ أحلمُ بامرأةِ المرجانْ
قالوا أن البحرَ بلادُ اللؤلؤ المرجانْ
دليني أرجوكِ إليها
فالقلبُ سقيم حيران"
نظرت سيدةُ الأحلامِ إليهِ بعطفٍ قالتْ:
"قد طالَ البحثُ أيا قبطان
قط طالَ السيرُ مع الخلجانْ"
"دليني إني ولهانْ"
نظرتْ نحوي، ضحكتْ قالتْ
"نم بأمان ياحسانْ
نم بأمان يا حسانْ"
و فتحتُ عيوني سيدتي في بلدةِ السمرْ
و رأيت بنتاً عندها توسدَ الشجرْ
فكأنها عقدٌ نستهْ يد الجمالِ للحظةٍٍ
خلعتهُ حينَ رأتْ سحابَ الحبِّ متجها لها
خافت عليه بأن يبلله المطرْ!!
ضحكتْ حبيبتي..
قالت "أنتَ بحارٌ؟!..
يبحث عني منذ زمانْ؟!"..
"أنتي سيدةُ المرجانْ
أنتي اللؤلؤُ و الكتانْ
أنتي حاكمةُ البحرِ الضائعِ في الوجدانْ"
قالتْ و دمعة العشق بخديها..
"أحبكْ"
و أنا أضيع لصوتها
قالت "أحبكْ"
و أنا أهيم بها
قالت "أحبكَ" ويحها محبوبتي!
ضمت فؤادي لها
وضعت مسامعَ خافقي بالضبطِ فوق فؤادها
قالت:
"سمعت حكايتكْ..
أرجوك إسمع قصتي"
فسمعت نبضَ القلبِ منها
و كأنه تيار ماءٍ جارفٌ
و الحب عاصفةٌ بهِ
يشتد عند اقترابي منه
يشتدُّ في نبضاتهِ
و كأنهُ تاريخُ أنثى
في زمانِ البعدِ تنتظرُ العشيقَ لكيْ يعودْ
و كأنهُ قيثارةٌ سأمتْ بعادَ أناملِ الفنانِ في زمن الركودْ
فرحتْ بمقدمِ عشقها
فتلاحقتْ أنغامها
و توترتْ أوتارها
و تفتحت مثل الوروردْ
..
سكتَ الجميع
هدأ الفؤادُ لبرهةٍ
نظرت إلي حبيبتي
قالت "سمعت حكايتي؟!
إني أنا قيثارةٌ
يا عازف الحب الكبير
تعالَ اعزف شفتي"
..
..
حسان