قلب طفل
..
لا تحسبيني بأشعاري
بائعا للإماء!
فلست بنخَّاسٍ بذىءٍ!
ولست بزير نساء!..
لكنني يا حب
طفلٌ
يراقب نهد جاريٍة
يقلب حسنها الورديَّ يرسمها
على دفترْ!
يراودها و لا يدري
يحدثها و لا يحذرْ!
يلون ثوبها الذهبيَّ إذ يزهو
و يلثم ثغرها الأحمرْ
و قلب الطفل قد يعذرْ!
فما عيناه قد تنظرْ؟!
سوى جسد به صدرٌ..
تشبهه كألعابٍ.. تخيله كما حلوى..
يزيد بطعمها السكرْ!
فليست تعرف المعروفَ
أو تألفْ على المنكر!
ترى جِيداً ترى نحرا
كساحة ملعب أخضر!
ترى ساقا بملمسها
كملمس قِطِّهِ الأسمر
و قلب الطفل قد يُعذر!
لكنني سيدتي
لم أعد طفلا!
وما زلت أحسب خدكِ حلوى!
وما زلت أحسب طعمك سكر!
و مازلت أيقن أن يديكِ
عرائس قمحٍ و نبتة زعتر
و نهديك و النحر
لا تسألي
كفيروزتانٍ تعانق مرمر!
يزينها
يا جميل
عقيقٌ بديعٌ وأحمر!
و أقدامك إذ بدت من بعيد
كأنثى غزال أتت تتبختر!
و فيها الوصوف
تزيد وأكثر
حبيبة قلبي
و ماكان قلبي بزير نساءٍ
و ماكان قلبيَ غيرك ينظر!
و لكن قلبيَ طفل صغير
و قلب الصغير كذلك يُعذر!
....
حسان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
حروفك هنا ، هي مجرد فصل آخر من فصول هذه المخطوطة ، لا يستغنى عنه ..