السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ..
.....
شريد
.....
شريد أنا في بلاد الضياع ... ألاحق نور الصباح البعيدْ
و خلفي مساءٌ يجر خطايَ ... إلى ظلمة الليل حتى الوريدْ
فأسقطُ أرضاً و يدمى ردائي ... و أغرق في أدمعي إذْ تزيدْ
و أخفي تهاويل حبٍّ قديمٍ ... و أرقب إشراق عشقٍ جديدْ
.....
ألا أيها الليل هل من صباحٍ ... و هل من وصولٍ و هل من عشيرْ
و هل في ظلامك ضوءٌ، يتيمٌ ... يدل خطايَ لدرب المسيرْ
فروحي تلاشت بليلك قهراً ... و ضاعت حكاية قلبي الصغيرْ
فدل فؤادي، و دلَّ عيوني ... و أطلق سراح المنى و المصيرْ
.....
أنا اللاجىء المستهام ضياعاً ... أعاقرُ ليل الهوى و القدرْ
أصارعُ خوفي و أهجو مماتي ... و أكتبُ شعريََ تحت المطرْ
ملامحُ بحرية في عيوني ... و روحُ مساءٍ نساهُ القمرْ
و في الكف ميناءُ حبٍّ قديمٌ ... و مهدُ لقاءٍ و ذكرى وترْ
.....
عيونكِ لاحت و قلبك لاحَ ... مع النورِ إذا هامَ فيه الحلُمْ
خيالٌ يبعثرني في منامي ... و يخطف آهَ الهوى و الألمْ
يداكِ بكفي، و روحك عندي ... و سحرٌ بثغركِ إذ يبتسمْ
عوالم وردية تحتويني ... فأحيا بها ساعةً من وَهَمْ
.....
بحبكِ يستيقظ الفجر فجراً ... و يمسي بكِ في المساء المساءْ
و تولد فيكِ أسارير عمري ... و يخلق من راحتيك الهناءْ
أحاسيسكِ شاطئ هادئٌ ... و بحر عميقٌ بعمقِ السماءْ
تهيم الرياح على موجهِ ... و يزهو عليه انبثاق الضياءْ
.....
أيا أيها السحر يا قلبها ... أيا مرجع العشق و العاشقينْ
أيا زهرةً دللتها المروج ... و غذت مياسمها بالحنينْ
أنا نحلة ضاق بيَّ الفضاء ... و أدمى فؤاديَ شحُّ السنينْ
فجودي لقاحاً و جودي دلالاً ... زهور القرنفل و الياسمينْ
.....
فدلي فؤادي لروحكِ إني ... مللت التنقل بين الفصولْ
مللت انهمار شتائي بطيئا ... مللتُ الخريف الكئيب الثقيلْ
مللت تتابع رحلة بحثي ... بدون اتجاه و دون وصولْ
فكوني شواطئ مركبِ بحري ... و كوني بداية فصلٍ جميلْ
.....
حسان