متوحشٌ قلبي
و أنتي ظبيةٌ مرتْ أمامي في المساءْ
و تراقصتْ و تمايلتْ و تغنجتْ تحتَ السماءْ
فنهرْتُها.. إني أنا متوحشٌ فالْتذهبي عنْ هاهنا
و لْتهربي.. فالجوع يفتكُ بي أنا
و مخالبي شُحذتْ.. و أنيابي تراودني بأنْ أجتاح قلبك في العراءْ
فتلفتتْ نحوي بطرفٍ بان فيه المسك من تحت الضياءْ
و تقربتْ.. حتى رأيت كيانها من دون سترٍ أو غشاءْ
و رأيتُ فيها بعض ألوان النساءْ
فغضضت طرفي صابراً و نهرتها و طردتها.. لكنها تأبى تغيبْ
مالي أراني إذْ أرى في نحرها عشقاً ينادي مخلبي!
مالي أراها لا تراني حتفها
مالي أرى الإعجاب يملؤ جيدها
ماذا بها؟!
..
فتحدثتْ: الحب أعمى سيدي
و أنا عشقت الناب أحببت المخالب في يديكْ
و حلمت أن محاسني ستبيت ليلتها لديكْ
فأتيت يا حتفي إليك!ْ
..
فهجمت سيدتي عليكْ
و غرست أنيابي كما شئتي على شفتيكْ
و مخالبي في صدركي تتحسس النبضات تسترق العناءْ
تهفو على جنبيكِ تبحث عن فؤادكِ عن جمالكِ عن تفاصيل البهاءْ
وحش أنا حذرتكي فتحملي وحشيتي
و تحملي همجيتي
و تحملي قبلاتِ فهدٍ.. قد رآك غزالةً
فهمى عليها و استوى
فتغنجَّتْ حبا و غارت في يديه
و استسلمت أو قل فذابتْ حينما رأت الشرارَ يصوغ جنبَي مقلتيهْ
فهفتْ إليهْ
و تمرغت في قلبهِ و تقلبت في جنبهِ
و تعطشت خذني حبيبي
لن أنام اليوم إلا في يديكْ
..
يا ظبيتي
يا منْ طعمت جمالها
و شربتُ من أنفاسها
يا من سحقتُ مفاتناً فيها..و سكرتُ من آهاتها
يا من و حين غشيتها..نظرت بطرف حاسرٍ.. قالت:
"أحبك سيدي"
فلكي فؤادي كلهُ
و لك حناني كلهُ
و لكي يديَّ و خافقي
فتلحفي من بشرتي
و توسدي أمناً صحائفَ قصتي
و تعطري من حبرِ شعري
حين يملأ صفحة الكلماتِ يغشاها
و سيدتي..
هذا أنا.. وحشٌ
و ما أنتي إلا فريستهُ التي قد أُغرِقت في حبهِ
فتقدمي نحوي
و لتُظهِري
و لتُسرِفي
و لتُغرِقي ذاك الجمال بقلبكِ
و بعينكِ
و لتسقطي بين الشباكِ بقرب نحري
و لتغمضي عينيكْ في رحمِ الهنا..
"فما قلبي سوى فهدٍ
قد رآك غزالة فهمى عليها و استوى"
هذا الهوى
هذا أنا
..
..
حسان