ركبت بحاركِ يا سيدةْ
وخضت غمار محيط عيونك قسراً
و تهت بعيداً عن المرفئِ المستتب غموضاً
و ضاعت حكاية قلبي الطويلة جداً
و ماتت سنيني
و ما زلت أبحر بين شفاتك ليلاً
أداعب تلك النجوم إذا ما تدلت من الشَفَةِ المشرئبة تيناً
تُعطر قلبي
تُطهر روحي
تُغير سير حياتي قليلاً
و ما زال قلبي يئن وحيداً
يئن كئيباً
يئن بقرب فؤادك خوفاً
حبيبة روحي الجميلة جداً
سألتكِ قولي
فها هو موجكِ يرمي بطوفي
على غوْرِ نحركِ في كل يومٍ أراقب فيه الشروق بطيئاً
أسطر شعراً
و أنثر نثراً
و أترك لحناً حزيناً مطيراً
فدلي فؤادي إلى جزرٍ غبت عنها طويلاً
لعليَ أرجع يوما إليكِ
أذوق ثمار فؤادك حباً
فتينٌ و قمحٌ
و خوخٌ و لوزٌ
و عشق و عطرٌ
يزيد و ينقص حيناً و حيناً!
حبيبة قلبي
دعيني أداعب شلال شعركِ
حين يسيل على النهد طهراً
يغطي جمالك عنيَ خجلاً
حبيبة روحي الخجولة جداً
أنا السندباد أتيتك أطلب كفك بحراً!
فإني سمعت بأن بقاع فؤادكِ كنزاً
و إني سمعت بأن بقاع جمالك حباً
و إني أنا العاشق المستهام جنوناً
و طيشاً و عشقاً
فدلي فؤادي إلى الجزر المستتبة أمناً
و دلي عيوني إلى عينك كي أنام قريراً
و دلي خطاي فهاهي تاهت
و هاهي ماتت
و ما من بصيصٍ يحث مسيري
إلى الشفة المشرئبة تينا!
و ليس هناك بقربي فنارٌ
يزف حروفي
و ما من نجومٍ كأن سماءك غطت بنوم عميق و ولت بعيدا بعيداً
حبيبة روحيَ مركب عمري توقف فعلاً!
و أوقفت بحث فؤادي عنك
و سلمت أمري
لعل البحار ستلقي بقلبي يوماً
على شاطئٍ لست أفقه كنهه
و لكن قلبيَ يقسم أني أراكي على الأفُق المشرئب غموضاً
ترين حروفي ترين فؤادي
و تدعين لي أن أراكِ قريباً!
....
حسان