...
من مفازة الضياع
عدت أبحث عن فتاة
تتراقص في مخيلتي وتشتت انتباه الإبرة في بوصلتي..
ترتعش غمامة أفكاري عندما تصطدم بجبال ذكراها العتيدة
فتمطر مطرا نقي السواد حارقا
تدمى له دفاتري..
...
من مفازة الضياع عدت بعد ان طفت جميع الديار ورد فؤادي جميع البيوت
كأني بموسى عليه السلام يرد المراضع عن شفتيه
ليعود إلى أمه!
..
من مفازة الضياع عدت احمل بين جنباتي عرجونا قديما يسمى قلبي!
و غارا يشبه عيني..
حطت عليه حمائم الدموع..
وتكون به بؤبآن كشبكة عنكبوت..
...
من مفازة الضياع عدت مثل جمر قذف من نار جهنم إلى الجنة
ينتظر من ينثر عليه من مائها..
عدت وكأنني طير فرقه إبراهيم عليه السلام على بضعة جبال
ثم دعاه فأتاه سعيا!
...
من مفازة الضياع عدت أحمل ببغاء وساقا خشبية و تسعة عشر ربيعا ماتوا من أجل امرأة!
عدت تاركا ورائي اربعين سنة من التيه تتهادى و سامري بائس يهدهد عجله الذهبي!
...
عدت أحمل فوق رأسى خبزا تأكل الطير منه
وأحلم أني اسقي سيدتي خمرا!
..
من مفازة الضياع والسكوت
عدت ألقب بالسندباد بالرغم أني لم اسافر كثيرا
و لم اواجه الجزيرة و الحوت
ولكن فكري طاف العوالم كلها
والبحار السبعة كلها
وواجه الموت إن لم يموت!
من مفازة الخفوت..
عدت بعد ان احرقت مراكبي خلفي
متجاهلا حتفي
...
عدت أطارد النسيان
واشتم البعد والأزمان
عدت أذكرها إن نست
وهل في بعادي بعدي هوت
فإن فؤادي تخلى عن العشق
مذ فارقتها عيوني
وأشغل في اللهو حول ضنوني
ترى هل هوت!؟
ترى هل نست!؟
وهل علمتها طوال الليالي عن العاشقين عن الحب في زمن الميتين
وكيف تخون الهوى عينهم وتنسى الحنين
...
من مفازة القهر و الألم
عدت ممتطيا جواد القصيدة
ابرهن حبي لليلى البعيدة
وانشد عنها قديم الأغاني
إذكر قلبا ندي الأماني
عيونك سيدتي مأمني
أنا رغم أمني فقدت أماني
أنا رغم عزي أعيش هواني
أنا رغم شدوي خسرت لساني
فردي أحاسيس روحي إلي
وعودي إلي
و فري من البعدي مني إلي
أزيحي اللثام دعي للفؤاد اختيار الكلام
دعي للعيون دموع الغمام
وردي علي
من مفازة الضياع والصدود
عدت ولا أريد أن أعود
............................
مجرد همهمات
..
دمتم
حسان